نسيم الهدى عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 26/03/2014 مكان الإقامة : سوريا المستوى التعليمي : طالب علم العمر : 51 العمل : موظف عدد المساهمات : 120 الترفيه : الحمد لله
| موضوع: الخوف من تولي القضاء 05/04/14, 08:19 pm | |
| ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم :
أن لا يمكنوا أحدا ممن ينقاد لهم أن يلي القضاء أو شيئا من الأمانات التي لا خلاص فيها غالبا إلا أن تعين عليه ذلك بطريق شرعي لما ورد من التحذير من مثل ذلك . وقد كان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول :لا تكن في هذا الزمان إماما ولا مؤذنا ولا عريفا ، ولا تأخذ من أحد مالا لتفرقه على الفقراء وكان محمد بن واسع رحمه الله تعالى يقول : أول من يدعى للحساب يوم القيامة القضاة فلا ينجو منهم إلا القليل وكل من ساعدهم فهو شريكهم في الشدَّة . وقد استقضي هَرِمُ بن حيان رحمه الله تعالى مرة فأوقد حوله نارا فمنعت الناس أن يأتوه في ذلك اليوم حتى عزل نفسه . قال : ولما أكرهوا الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه على القضاء وحبسوه كانوا يخرجونه من السجن فيضربونه أياما ليدخل في أمرهم له بالقضاء فلم يفعل حتى إنه .بكى في بعض الأيام كبكاء الأطفال ،ثم صار يقول : كم من حق يبطله القاضي وكم من باطل يحقه وكان الحابس له ابن هبيرة الوزير وكان مسروق رحمه الله يقول : في قوله تعالى(أكالون للسُّحت) : إنها الهدية للقاضي ومن أراد أن لا تستعبده الولاة فليقنع بالخل والملح . وقد سمعت سيدي عليَّا الخواص رحمه الله تعالى يقول :صارت الولايات في هذا الزمان غالبها جَورٌ وظلم حتى لو أراد الشخص أن يعدل لا يقدر على العدل لعدم استحمال الناس ذلك . وقد ولي القضاء رجل من معارف الشيخ رحمه الله فلامه الشيخ على ذلك فقال له : يا سيدي ما وليت ذلك إلا لآمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فقال له الشيخ: إن هذا من غرور إبليس لك فإن من كان قبلكم من القضاة لم يصح لهم ذلك مع أن زمانهم كان قابلا للنصح وأما في هذا الزمان فقد صار الولاة يدَّعي أحدهم الولاية والصلاح ، ويقول : نحن الأولياء لأن الناس يحتاجون إلينا ونحن لا نحتاج إلى أحد منهم . وقد سمعت أنا أن بعض الولاة دخل إليه شيخ من مشايخ العصر شفع عنده شفاعة فرَّدها ولم يقبلها ثم جعل يقول إنما يشفع عندنا هؤلاء المدعون للصلاح طلبا للشهرة لا لمصلحة ومحبة للمشفوع فيه فتسوِّل لأحدهم نفسه أنه إذا شفع وقبلت شفاعته يصير الناس يقولون ما في مصر الآن إلا فلان فإنه هو الذي يحمل من المسلمين ويشفق عليهم فإذا اشتهر بذلك تسامع به الملوك والوزراء فرتبوا له الأرزاق فهذا هو سبب ردي شفاعته وفي ذلك مصلحة له خوفا عليه من الإعجاب الذي فيه هلاك دينه . وقد رأيت بعض القضاة يبيع أمتعة داره في اليوم الذي لا يأتيه فيه محصول كثير ويقول : أخاف أن يعزلني من أنا تحت حكمه حق صار فقيرا من أمتعة الدنيا . وقد سمعت عن بعض قضاة الأرياف أنه إذا لم يأته محصول في بعض الأيام سلط على من يراه ذا مال الدعاوي الباطلة ليأتيه المحصول من ذلك فمثل هذا كيف يصح له أن يحق الحق ويبطل الباطل ! ! ء فالسلامة في هذا الزمان أن لا يتولى الإنسان الولايات إلا أن تعين عليه ذلك شرعا ، أو يكون مكرها في ذلك والحمد لله رب العالمين . | |
|