نسيم الهدى عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 26/03/2014 مكان الإقامة : سوريا المستوى التعليمي : طالب علم العمر : 51 العمل : موظف عدد المساهمات : 120 الترفيه : الحمد لله
| موضوع: عدم الخوف من ضياع الذريه 07/04/14, 12:49 pm | |
|
ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم : عدم خوفهم من ضياع ذريتهم من بعدهم ،ولذلك كانوا ينفقون كل ما دخل يدهم من الدنيا ولا يدخرون شيئا ،ولو أنهم خافوا على ذريتهم الضياع لحكم عليهم الحرص والبخل والشح وخرجوا عن صفات القوم وفى الحديث : الولدُ مبخلةٌ مجبنةٌ - أي :يدع أباه بخيلاً جبانا عن الجهاد وغيره ،وفى الحديث أيضاُ : مالُكَ ما قدَّمتَ ومَالُ وَارِثِكَ ما أخرَّت
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول :أنفق يا ابن آدم ولا يغرنك من حولك من هذه السباع الضارية ؛ابنك وحلائلك وكلالتك وخادمك فإن ابنك مثل الأسد ينازعك فيما في يدك ليختص به دونك فلا هو يتصدق به عنك ولا هو يدعه في يدك لتنفق منه في مرضاة الله تعالى ، وأما حلائلك فهن مثل الكلبة في البصبصة والهرير ، أما كلالتك فو الله لدرهم يصل إليهم بعد موتك أحبّ إليهم من حياتك ، وأما خادمك فمثل الثعلب في الحيل والسرقة فلا تطلب المحبة من هؤلاء وتدخر مالك لهم وتوفر ظهرك فإنهم إنما هم معك على غلالة فإذا وضعوك في اللحد رجعوا إلى بيوتهم فبخروا الثياب وعانقوا النساء وأكلوا وشربوا وبطروا بمالك وأنت المحاسب بذلك .
وكان أبو حازم رحمه الله تعالى يقول :أنفقوا ولا تخشوا الضّيعة على أولادكم فإنهم إن كانوا مؤمنين فإن الله يرزقهم بغير حساب وإن كانوا فاسقين فلاتساعدوهم على الفسق بأموالكم .
وكان سالم بن أبي الجَعد رحمه الله تعالى ينفق كل ما دخل يده أوّلاً فأوّلاً ,فلامته امرأته على ذلك فقال لها :لأن أذهب بخير وأترككم بشٍّر أحبُّ إليّ من أن أذهب بشر وأترككم بخير.
وكان محمد بن يوسف رحمه الله تعالى يقول :أنفق على أخيك الصالح فإنه خيرلك من ورثتك وذلك لأنه يدعو لك وأنت بين أطباق الثرى حتى ربما تخرج من قبرك وليس عليك ذنب بدعائه وأما ورثتك فإنهم يقتسمون مالك وينسونك ولا يرون لك فضلاً عليهم ،ويقولون إن الله تعالى جعل لنا ذلك . وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى لا يقتني في بيته شيئاً سوى الحصير والمصحف والإبريق وقد أعطاه شخص مرّة ركوة جديدة فلما أصبح أعطاها مالكٌ لشخص من أصحابه وقال له :خذها يا أخي فإنها أشغلت قلبي ؛خوفا أن يسرقها أحد من بيتي .
قال : ولما حضرت الوفاة محمد بن كعب القُرظي رحمه الله تعالى أنفق ماله كلّه ، فقالوا له : هلا ادَّخرت شيئا منه لذريتك فقال:ادخاره لنفسي أولى وأما ذريتي فأدخرت لهم فضل ربي .
وقد كان يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى يقول :يخاف أحدُنا من فضيحة الدنيا وفقرها ولا يخاف من فضيحة الآخرة وفقرها مع أن فقر الشخص من الأعمال الصالحة في الآخرة يكون به أشد خجلا من الناس فبئس ما فعلنا .وكان يقول : إنَّ همَّ النفقة والأكل والشرب قد منع قلوب الغافلين عن كل خير ، ولَدِرهمٌ واحد يتصدق به العبد في حياته خير له من ألف دينار بعد موته .
وكان المدايني رحمه الله تعالى يقول :توريث الأولاد الأدب خير لهم من توريث المال لأن الأدب يكسبهم المال والجاه والمحبة للإخوان ويجمع لهم بين خيري الدنيا والآخرة وأما المال فإنه يعدم سريعا ويصيرون لا دنيا ولا آخرة وقد جربنا المال الموروث غالبا فوجدناه لا خير فيه ولا بركه لكونه ليس هو بكسب الوارث وربما كان المورث بخيلا به على ورثته وغيرهم
فاعلم يا أخي ذلك ... والحمد لله رب العالمين .
| |
|