نسيم الهدى عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 26/03/2014 مكان الإقامة : سوريا المستوى التعليمي : طالب علم العمر : 51 العمل : موظف عدد المساهمات : 120 الترفيه : الحمد لله
| موضوع: النظر إلى الدنيا اعتباراً 05/04/14, 08:16 pm | |
| {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }
ومن أخلاهم رضي الله تعالى عنهم : النظر إلى الدنيا بعين الاعتبار لا بعين المحبة لها وشهواتها كما قد درج عليه جمهور السلف الصالح رضي الله عنهم .
وقد جاء سعد بن أبي وقاص يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أين كنث يا سعد !؟ فقال : كنت عند قوم فى البادية همتهم لذات بطونهم وفروجهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا خبرك بما هو أعجب من ذلك ؟ 0 فقال : بلى ، فقال ( من عرف منل هذا الذى أنكرت عليهم ثم فعل كفعلهم )
وكان سيفان الثورى رضى الله عنه يقول : من أعمل الفكرة والعبرة فى الدنيا لم ينقص له عمل صالح . وقيل لحاتم الأصم : متى يكون أحدنا من أهل الاعتبار فى الدنيا ؟ فقال : إذا رأى كل شىء فى الدنيا عاقبته إلى الخراب وصاحبه يذهب إلى التراب.
«كان يحيى بن معاذ يقول : ليكن نظرك إلى الدنيا إعباراً ، وسعيك لها ا اضطراراً، ورفضك لها اختيارا .
وكان حاتم الأصم يقول : من خرجت من داره جنازة ولم يعتبر لها ؟ لم ينفعه علم ولا حكمة ولا موعظة .
وكان أحمد بن حرب يقول : تعجب الأرض من رجلين : ممن يمهد مضجعه للنوم ويوطىء فراشه ، تقول له الأرض : يا ابن آدم ؟ لم لا تذكر طول بلاك فيّ بلا فراش ، وتعجب ممن تشاجر مع أخيه فى قطعة منها تقول له الأرض : لم لاتتفكر فى أربابها قبلك ؟ فكم مضى من الناس رجل ملكها ولم يقم فيها
وكان مالك بن دينار يقول : كل من لم يعتبر بصره وبصيرته من هذه الدار إلى الدار الآخرة ؟ فهو محجوب القلب قليل العمل .
وقال إبراهيم بن أدهم : كان إبراهيم التيمي يخرج إلى صحن داره فخرج ليلأ من حجرته ، فلم يزل شاخصاً إلى الصباح ، فقيل له في ذلك ! فقال : لما خرجت تذكرت أهل النار وما هم فيه لم يزالوا يعرضون عليّ بسلاسلهم وقيودهم إلى الصباح فلم يأخذني نوم .
وكانت فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز تقول : والله ما سمّ عمر ولا قُتل ؟ كما قيل وانما مات في خشية الله وخوف النار
وكان ثابت البناني يقول : مرّ داود عليه السلام بتنور يوقد فتذكر النار الكبرى، فاضطرب وصعق ، وكادت تخلص أعضاؤه وأوصاله وكانوا يشدونها بالحبال حتى يقدر على أن يحركها فلا تزال كذلك مشدودة أياماً . وكان يقول في أيام الحر : إلهي لا صبر لنا على حر شمسك فكيف نصبر على حر نارك ؟
وكان يزيد بن مرثد لا تزال عيناه تهملان بالدموع فقيل له في ذلك فقال : لو أذن الله تعالى : أن يدخلني في ماء الحمام إن عصيته لكان يحق لي أن أبكي الدم فكيف وقد وعد من عصاه أن يحرقه بالنار !!.
ومر عيسى عليه الصلاة والسلام على مقبرة فسمع قائلا يقول : كم من بدن صحيح ووجه مليح ولسان فصيح بين أطباق الثرى يصيح .
وكان أحمد بن حرب يقول : ما رأيت أسخف من عقولنا نؤثر الظل على الشمس ولا نؤثر الجنة على النار . فاعلم يا أخي واجعل نظرك للوجود عبرة ، والحمد لله رب العالمين | |
|