ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم
تنزيل الناس منازلهم في الإيمان والنفاق فللمنافق عندهم مقام دون مقام المؤمن السالم من النفاق .
فإن قيل : فمن يعرف المنافق ؟ فالجواب أنه معروف بالعلامات التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو قوله
{ علامة المنافق ثلاث : إذا حَدَّثَ كَذَبَ ، وإِذا وَعَدَ أَخلَفَ ، وَإِذا ائْتُمِنَ خَانَ } وفي رواية (( وإِذا خَاصَمَ فَجَرَ))
ونحو قوله صلى الله عليه وسلم (( إن للمنافقيْنَ عَلاماتٍ فادعُوهُمْ بها : لا يأتوْنَ المساجِدَ إلاَّ هَجرَاً ، ولا يشهدُونَ الصَلاةَ إلاَّ دبراً ، وَلا يَألفُونَ ؛ وَلا يُؤْلفون مستكبِرِينَ ، جِيفَةٌ باللَّيلِ بَطَّالون بِالنَهَارِ )) ونحو ذلك من الأحادث الواردة
وكان الأوزاعي رحمه الله تعالى يقول : علامة المنافق أن يكون كثير الكلام قليل العمل
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله يقول : من علامة المنافق أن يحب المدح بما ليس فيه ، ويكره الذم بما فيه
ويبغض من يبصره بعيونه ، ويفرح إذا سمع بعيب أحد من أقرانه
وكان يونس بن عبيد رحمه الله تعالى يقول : من أراد أن ينظر إلى رجل منافق فلينظر إليّ ، فقيل له
وكيف ذلك ؟قال : لأني كثيرا ما أعد المئة خصلة من خصال الخير فلا أجد واحدة منهنَّ فيّ
وأعد خصال السوء فأجدها كلها فيّ ، فيا ويحي من فضيحة يوم القيامة
وكان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول : إذا ذكر الصالحون كنا عنهم بمعزل ، وإذا ذكر الطالحون كنا في جوف المنزل
وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول : من علامة المنافق أن يخبأ رزق غد ، ويزاحم غيره على الدنيا ، ويحب أن ينفرد بالصيت . وفى رواية : من علامة المنافق أن يحسد الناس ويكون في قلبه الحقد و الضغائن لمن آذاه أو زاد عليه في الجاه .
فانظر يا أخي ، في نفسك وفتشها ونقها من النفاق
والحمد لله رب العالمين