نسيم الهدى عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 26/03/2014 مكان الإقامة : سوريا المستوى التعليمي : طالب علم العمر : 51 العمل : موظف عدد المساهمات : 120 الترفيه : الحمد لله
| موضوع: الصبر على النوازل 05/04/14, 07:51 pm | |
| ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم :
كثرة الصبر على البلايا والنوازل ، وعدم سخطهم على مقدور ربهم عز وجل ، وكانوا يقولون : من لم يصبر فليتصبَّر الحديث : (( وَمَنْ يَتَصَبَّرُ يُصَبَّرُهُ الله تعالى )) . فعُلم أن من لم يصبر على فضول الدنيا من طعام ومنام وكلام وجماع وغير ذلك لا تقول له الملائكة يوم القيامة { سلام عليكم بما صبرتم }
بل هو يومئذ في هم وغم وعدم أمن ، بخلاف من سلَّمت عليه الملائكة عليهم الصلاة والسلام ، فإنه يأمن ويزول عنه الهم .الغم ، ويصير في فرح وسرور وأمن
وقد كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : في قوله تعالى (( و الصابرون في البأساء والضراء وحين البأس )) ــ : أنه الفقر والمرض
وكان كعب الأحبار رضي الله عنه يقول : لا يوصف بالصبر إلا من صبر على أذى الناس له ولم يقابلهم بنظرة - يعني : لا سرا ولا جهرا ـــ حتى بالدعاء عليهم ، والتوجه فيهم إلى
الله تعالى ، وأعظم الصبر أيضا صبر العبد عمَّا نهى الله عنه وعلى ما أمره الله بفعله وقد كان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : إن الله تعالى ليواصل البلاء بعبده المؤمن فينزل
عليه بلاء بعد بلاء حتى يمشي وليس عليه خطيئة وقد عثرت امرأة فتح المَوْصلي رحمهما الله تعالى مرَّة فطار ظفرها ، فضحك فقيل لها : ألم تجدي ألم الظفر ؟ قالت : بلى ، ولكن ثواب ذلك ألهاني عن وجود الاشتغال بالألم
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول : لولا الفقر والمرض والموت ما طأطأ ابن آدم رأسه من شدة الكبر ، ثم مع ذلك هو وثاب على معاصي الله تعالى وقد شكى الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى وجع ضرسه لعمِّه ، فقال له : يا
أحنف ؟ أراك تشكو وجع ضرسك من ليلة واحدة ! والله ؛ إن لي بذلك نحو ثلاثين سنة ما أظن أن أحدا شعر بذلك غيرك
وكان أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى يقول : مر موسى عليه الصلاة والسلام يوما برجل قد خرَّقت السباع بطنه ، ونهشت لحمه ، فعرفه موسى ، فوقف عليه
وقال : يا رب : إنه كان مطيعا لك ، فماذا الذي أرى ! ؟ فأوحى الله إليه يا موسى إنه سألني درجة لم يبلغها بعمله ، فابتليته لأبلغه تلك الدرجة
وقد كان كعب الأحبار رضي الله عنه يقول : مَن شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله تعالى ، لم يجد للعبادة بعد ذلك حلاوة حتى يتوب الله تعالى عليه
وكان وهب بن منبه رحمه الله تعالى يقول : أوحى الله تعالى إلى العُزَير عليه السلام : إذا نزلت بك بلية فاحذر أن تشكوني إلى خلقي ، و عاملني كما أعاملك ، فكما لا أشكوك إلى ملائكتي إذا صعد إلي عملك القبيح ؛ كذلك لا ينبغي أن تشكوني إلى خلقي إذا نزل بك بلاء
وقد بلغني أنه لا أهلك الله تعالى جميع مال أيوب عليه الصلاة والسلام دخل بيته ونزع ثيابه ، وقال : هكذا خرجت إلى الدنيا ، وكذا أخرج منها
وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام : يا داود ؟ اصبر على المؤونة تأتيك من الله المعونة وقد كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يقول : لو كانت الدنيا نعيما بلا كدر لكانت هي الجنة ، ولم نحتج إلى الانتقال منها
كان محمد بن الحنفية رضي الله عنه يقول : احذر من الشكوى ، فإنها تفرِّح عدوك ، وتُحزن صديقك ، فاعلم يا أخي : ذلك ، وكن صابراً تغنم ،
والحمد لله رب العالمين
| |
|