روى أهل العلم شيئاً من الكرامات
لبعض السلف الصالح رضي الله عنهم
حصلت لهم بعد وفاتهم ،
ونقلها عنهم الثقات عن الثقات الذين رأوها بأعينهم
وسننقل هنا بعض ذلك عن
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ،
قال في كتاب أحكام تمني الموت ضمن مجموعة مؤلفاته
التي نشرتها جامعة الإمام محمد بن سعود :
الصلاة في القبر :
ولأحمد عن عفان عن حماد عن ثابت أنه قال :
اللهم إن كنت أعطيت أحداً الصلاة في قبره ،
فأعطني الصلاة في قبري .
ولأبي نعيم عن جبير قال :
أنا – والله الذي لا إله إلا هو – أدخلت ثابتاً البناني في لحده ، ومعي حميد الطويل ،
فلما سوينا عليه اللبن ،سقطت لبنة ، فإذا أنا به يصلي في قبره .
قراءة القرآن :
وله ولابن جرير عن إبراهيم بن المهلبي قال :
حدثني الذين كانوا يمرون بالجص بالأسحار ، قالوا :
كنا إذا مررنا بجبانة قبر ثابت البناني سمعنا قراءة القرآن .
وللترمذي وحسنه عن ابن عباس قال :
ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
خباءه على قبر ، وهو لا يحسب أنه قبر ،
فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها ،
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[هي المانعة ، هي المنجية ، تنجيه من عذاب القبر] .
وللنسائي والحاكم عن عائشة قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[نمت فرأيتني في الجنة – ولفظ النسائي :
دخلت الجنة – فسمعت صوت قارئ يقرأ ، فقلت :
من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان] ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[كذاك البر ، كذاك البر ، كذاك البر]
وكان أبر الناس بأمه .
ولابن أبي الدنيا عن الحسن قال :
بلغني أن المؤمن إذا مات ولم يحفظ القرآن أمر حفظته أن يعلّموه القرآن في قبره
حتى يبعثه الله يوم القيامة مع أهله .
وله عن يزيد الرقاشي نحوه ، وروى السلفي معناه من مراسيل عطية العوفي .
تزاور أهل القبور
ولابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال :
كان يحب حسن الكفن ، ويقول :
إنهم يتزاورون في أكفانهم ،
ومعناه في مسند ابن أبي أسامة عن جابر مرفوعاً ،
وفيه ويتباهون ويتزاورون في قبورهم .
ولمسلم من حديثه :
[إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه] .
وللترمذي وابن ماجه ومحمد بن يحي الهمداني في صحيحه عن أبي قتادة مرفوعاً :
[إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه ،
فإنهم يتزاورون في قبورهم] .
رسالة من الدنيا إلى البرزخ مع ميت :
وأخرج ابن أبي الدنيا بسند لا بأس به عن راشد بن سعد :
أن رجلاً توفيت امرأته ، فرأى نساء في المنام ،
ولم ير امرأته معهن ، فسألهن عنها ، فقلن :
إنكم قصرتم في كفنها ، فهي تستحي أن تخرج معنا ،
فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
[أنظر هل إلى ثقة من سبيل ؟]
فأتى رجلاً من الأنصار قد حضرته الوفاة ، فأخبره ، فقال الأنصاري : إن كان أحد يبلغ الموتى بلغت ،
فتوفي الأنصاري ، فجاء بثوبين مزودين بالزعفران ،
فجعلهما في كفن الأنصاري ، فلما كان الليل رأى النسوة ، ومعهن امرأته ، وعليها الثوبان الأصفران.
وروى ابن الجوزي عن محمد بن يوسف الفريابي :
قصة المرأة التي رأت أمها في المنام ، تشكو إليها الكفن ، فقصوا على محمد وسألوه ،
وفيه : أن أمها قالت لها : اشتروا لي كفناً ،
وابعثوه مع فلانة ،
قال الفريابي : فذكر الحديث :
أنهم يتزاورون في أكفانهم ، فقلت : اشتروا لها كفناً ،
فماتت المرأة في اليوم الذي ذكرت ، ووضعوه معها .
النور على القبور :
ولابن أبي الدنيا عن أبي غالب – صاحب أبي أمامة –
أن فتى بالشام حضره الموت ، فقال لعمه :
أرأيت لو أن الله تعالى دفعني إلى والدتي
ما كانت صانعة بي ؟
قال : إذاً والله كانت تدخلك الجنة ،
قال : فوالله الله أرحم بي من والدتي ، فقبض الفتى ،
فدخلت القبر مع عمه ، فقلنا :
باللبن ، فسويناه عليه ، فسقطت منها لبنة ،
فوثب عمه فتأخر ، فقلت : ما شأنك ؟
فقال : مليء قبره نوراً ، وفسح له مدّ بصره .
ولأبي داود وغيره عن عائشة قالت :
لما مات النجاشي ، كنّا نحدث : أنه لا يزال يرى على قبره نور .
وفي تاريخ ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عمارة قال :
حضرت جنازة الأحنف بن قيس ، فكنت فيمن نزل قبره ،
فلما سويته رأيته قد فسح له مدّ بصري ،
فأخبرت بذلك أصحابي ، فلم يروا ما رأيت .
وعن إبراهيم الحنفي قال :
لما صلب ماهان الحنفي على بابه ، كنا نرى
الضوء عنده في الليل .
انظر أحكام تمني الموت المصحح
على النسخة المصورة / 771 /86
بالمكتبة السعودية بالرياض تحقيق
الشيخ عبد الرحمن السدحان والشيخ عبد الله الجبرين ،
مجلد الفقه القسم الثاني .
وقد ذكروا في أول المجموعة توثيق هذه النسخ وتصحيح نسبتها إلى الشيخ ،
وقد قامت جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض بنشر هذه المجموعة كاملة
بعد تحقيقها تحت إشرافها بمناسبة أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
والحمد لله رب العالمين